ما هو الأسوأ من FOMO بالضبط؟ هو SCF. ما هو الـ SCF؟ هو ما يعرف بالـ Sunk Cost Fallacy، مغالطة التكلفة الغارقة. تابع معي لتعرف المزيد.‼️
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. الخوف من فقدان الفرص قد يكون فعلاً مشكلة، لكن ما دمت لم تتخذ الخطوة الأولى للمخاطرة، فرأس مالك ما زال في مأمن لذلك هو ليس اعظم مشكلة. ولكن، مغالطة التكلفة الغارقة تعتبر مشكلة أكبر من مشكلة الخوف من فوات الفرص. سأبدأ أولاً بتعريف ماذا يعني مصطلح المغالطة.
يُعتبر مصطلح المغالطة مصطلحًا قديمًا جدًا وشائعًا بشكل خاص بين الملحدين وفئات أخرى كثيرة. المغالطة هي تضليل الطرف الثاني عن الحقيقة من خلال تغليف الأكاذيب بغلاف الحقيقة. فتعتبر المغالطة وسيلة للفوز بشكل مستمر في المناظرات والحوارات المتنوعة، حيث تحاول من خلال المغالطة تشتيت وتضييع الطرف الثاني عن الحقيقة، وبذلك تنتهي بالفوز أنت في النهاية.
قد يبدو ما وضحته في الأعلى غير مهم بالنسبة لك كمتداول، وغير منطقي أيضًا. ولكن صدقني، بعد هذه المقالة، سيكون هذا المصطلح على لسانك في كل مجلس.
مغالطة التكلفة الغارقة هي مفهوم سلبي يدفع بشخص للاعتقاد بأنه عليه الاستمرار في الشيء الذي بدأه حتى وإن كان يدرك بشكل يقيني أن النتيجة لن تكون مرضية. وهذا المفهوم مبني على قرارات سابقة اتخذها وكانت تحمل نفس النتيجة. سأطرح مثالًا بسيطًا لتوضيح ذلك، ثم سنقوم بعمل اسقاط على المتداول لنتمكن من فهم هذا المصطلح بشكل أفضل وما هي أبرز المشاكل التي يتسبب فيها هذا المعتقد السلبي.
فلنفترض أنك قررت مشاهدة فيلمٍ في السينما واشتريت التذكرة وبدأت في مشاهدة الفيلم. وخلال مشاهدتك للفيلم، تكتشف أنه فيلمٌ غير ممتع وغير مسلي ولا يمكنك المواصلة في مشاهدته. هنا سيبدأ معتقد أو مغالطة التكلفة الغارقة في لعب بأعصابك، وتبدأ في القول لنفسك: "أنا دفعت ثمن التكلفة، فلماذا يجب علي أن أقوم في منتصف الفيلم؟ يجب أن أكمل مشاهدته". ما يحدث هنا هو ما يسمى بمغالطة التكلفة الغارقة. ففي الحقيقة، لا يتعين علينا دائمًا الاستمرار في نفس الموقف أو اجبار أنفسنا على الاستمرار في شيء لا نحبه ولا نرضاه.
بل قد يتسبب في خسائر مادية وخسائر معنوية. يجب على الشخص في بعض الأحيان قبول حقيقة أنه كان على خطأ في اختياره، وعدم قبول هذه الحقيقة ستوقعه في مشكلة التكلفة الغارقة، فيستمر على نفس الطريق الذي سيكلفه الكثير والكثير. عند الحديث عن المتداولين وكيف يؤثر مفهوم مغالطة التكلفة الغارقة عليهم، يمكننا تقسيم هذه المشكلة إلى عدة فئات تنطبق على مختلف المتداولين
الفئة الأولى، وهي الأكثر شيوعًا، هي تلك التي يدخل فيها المتداول في صفقة ويدرك فيما بعد أنها صفقة فاشلة ولا يجب عليه الاستمرار فيها. ومع ذلك، بسبب مغالطة التكلفة الغارقة، يصر المتداول على الاستمرار في الصفقة وعدم قبول الخسارة. يرى المتداول في هذه الحالة أنه بما أنه خاض المخاطرة وخسر جزءًا من رأس المال، فيجب عليه أن يستمر في الصفقة بأي حال من الأحوال. هذا خطأ كبير سيكلفه الكثير من الخسائر. يجب على المتداول أن يُفهم نفسه أنّ هذا وهم ويُغلق الصفقة بشكل سريع ويتقبل فكرة أنه اتخذ قرارًا خاطئًا في وقت خاطئ. يجب أن يتذكر أيضًا أن هناك آلاف الفرص الأخرى التي يمكنه استغلالها لتعويض الخسائر.
الفئة الثانية، والتي تعتبر أقل خطورة، هي تلك التي يعتقد المتداول أنه ليس عليه الاستمرار في المحاولة والتعلم وإعادة التجربة. يظن المتداول أن كل ما يقوم به من تجربة وتعلم والوقت الذي يفقده لا يمكن تعويضه. هنا يقع المتداول في فخ مغالطة التكلفة الغارقة. الحل الصحيح هو الاستمرار في التعلم وتجربة استراتيجيات وأساليب متنوعة حتى يجد ما يناسبه. يجب على المتداول الاستمرار في البحث والمحاولة والاجتهاد حتى يكتشف ما يناسبه وما هي الاستراتيجية المناسبة التي تلبي احتياجاته.
فكرة أنه إذا لم يحقق الربح في غضون سنة أو سنتين في المجال، فهذا ليس مشكلة، فمجال التداول يحتاج على الأقل ثلاث سنوات من الاجتهاد لتحقيق ربح جيد. لا يجب أن ينخدع المتداول ويعتقد أنه قد قضى سنوات في المجال ولم يحقق الربح، ولا يستطيع المجازفة بالمزيد من الوقت والمال وما إلى ذلك. كل هذه مغالطات تجعله يضيع وقته دون تحقيق أي نتائج. يجب على المتداول أن يستمر في التطبيق والتعلم بشكل صحيح وعدم الاهتمام بشكل خاص للمشاكل التي يواجهها، فهي مؤقتة.
الفئة الثالثة التداول بدون وقف خسارة طالما أنا خطوة الخطوة الأولى للمخاطرة، فأنا لست مستعدًا للخسارة ما دامت خطوة خطوة الأولى، لا يمكن التراجع عن المخاطرة. يعني بهذا التصرف عزم على عدم تقبُّل دفع مبلغ مالي مقابل حماية رأس المال الإجمالي. وهذه الفئة كثيرة ومنتشرة وهم فئة التداول بدون وقف خسارة، يُجبرون أنفسهم على الاستمرار في المخاطرة وهم غير مستعدين لتحملها، ولا الحساب نفسه مستعد لتحمل هذا المقدار من الانعكاس.